و أخيـراً
هناك أربع معلومات مذهلة
قد لا يعلمها الكثير عن مدينتى بورسـعيد
المعلومة الاولى : أبواب بورسعيد ذكرت في القرآن الكريم
الحقيقة
التاريخية الجديدة التي عثرنا عليها بعد بحث دؤوب والحمد لله هي أن نبي الله يعقوب عليه السلام عندما طلب من أبنائه (وكانوا بالشام) أن يعودوا إلى مصر بأخيهم بنيامين حسب طلب عزيز مصر (سيدنا يوسف عليه السلام) حتى يعطيهم من الحب والثمر ما يطلبون، أكد عليهم ألا يدخلوا مصر من باب واحد وأن يدخلوها من أبوابمتفرقة لحكمة علَّمها الله سبحانه وتعالي نبيه يعقوب عليه السلام.
قال تعالى في سورة يوسف رقم (12) آية رقم (67)
( وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ
أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُتَوَكِّلُونَ))
وأجمع المؤرخون على أن هذه الأبواب هي أبواب مدينة الفرما القديمة (بورسعيد حالياً)!!!
والمعروف طبعاً أن مدينة الفرما كانت البوابة الشرقية لمصر وكانت المدخل الرئيسي والوحيد لمن يريد أن يدخل مصر عن طريق الشرق! ويؤكد كافة المؤرخين كذلك أن الفرما كانت مدينة محصنة تحصيناً شديداً أنفق الرومان على تجهيز أسوارها وأبوابها أموالاً طائلة حتى تكون الدرع الواقي لمصر من الجهة الشرقية!
أكد هذا الإمام المقريزي في كتابه "المواعظ والاعتبار" - صفحة (266) حيث ذكر ما نصه : ( وقال ابن قديد: وجَّه ابن المدبر، وكان بتنيس، إلى الفرما في هدم أبواب من حجارة شرقيّ الحصن، احتاج أن يعمل منها جيراً، فلما قلع منها حجر، أو حجران، خرج أهلالفرما بالسلاح، فمنعوا من قلعها، وقالوا: هذه الأبواب التي قال الله فيها على لسانيعقوب عليه السلام: (( وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ)).
الشرح: يروي الإمام المقريزي أن أحمد بن المدبر وكان مكلفاً بجمع الخراج من مصر وكان مقره مدينة تنيس ( المنزلة حالياً ) طلب من عماله أن يهدموا بعض جدران مدينةالفرما الحصينة (بورسعيد حالياً) حتى يصنع منها جيراً، وما أن همَّ العمال باقتلاع الحجارة من جدران المدينة حتى خرج عليهم أهل الفرما بالسلاح وذكروهم بأن هذه الأبواب وهذه الجدران هي التي ذكرها الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز علىلسان يعقوب عليه السلام، فكيف يجرؤون على هدمها!
ذكر هذا الكثير من أهل العلم ومحققي السير، ونذكر هنا بعض أهم المراجع التي أشارت إلى هذه الحقيقة التاريخية: -
كتاب فضائل مصر المحروسة للكندي - صفحة (
- كتاب الروض المعطار في خير الأقطار للحميري - صفحة (411) - معجم البلدان لياقوت الحموي - صفحة (1326).
هل هناك ما هو أكثر عظمة وبعثاً على الفخر لمدينتنا الحبيبة من هذه الحقيقة التاريخية، فإذا صح ما نقله كل هؤلاء الرواة والمؤرخون تكون مدينة بورسعيد وأبوابها قد ذكرت في القرآن الكريم دون أن ينتبه لذلك أحد!
المعلومة الثانية : عمرو بن العاص رضي الله عنه فى بورسعيد
بعد بحث في مصادر عديده اتضح مرور سيدنا عمرو بن العاص ببورسعيد مع كوكبه من خيره الصحابه الكبار ( رضوان الله عليهم ) وقد تمكنوا من فتح مدينه الفرما (بورسعيد حالياَ) في شهر يناير لسنة 640 ميلادية الموافق شهر المحرم لسنة 19 هجريه !
لما تم للمسلمين فتح بلاد الشام وفلسطين اتجهت أنظارهم إلى مصر، وقد لمعت هذه الفكرة في ذهن عمرو بن العاص (رضي الله عنه) أحد قادة فتوح الشام، فعرضها على الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) حين قدم "الجابية" من أعمال دمشق سنة (18هـ = 639م) وكان الخليفة العادل قد غادر المدينة إلى بلاد الشام ليتسلم مدينة القدس صلحًا، بعد أن أصر بطريرك المدينة المقدسة على حضور الخليفة ليتسلمها بنفسه.
وكان فتح مصر في هذا التوقيت ضرورة ملحة، تفرضها دواعي الاستقرار واستتباب الأمن والسلام في الشام، بعد أن رأى عمرو (رضي الله عنه) أن سواحل سورية وفلسطين لن تكون في مأمن أبدًا ما دام أسطول الروم يعتمد في قواعده على مصر.
تردد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في قبول هذه الفكرة في بادئ الأمر، وكان الخليفة يكره أن يبتعد عنه جيشه أو يفصل بينه وبينهم بحار وصحارى، فيصعب عليه أن يتابعهم، ويتتبع أخبارهم، كما أنه كان ضنينًا بجنوده حريصًا على حياتهم لا يوردهم مورد الهلاك، غير أن عمرو (رضي الله عنه) لميزل به يقنعه ويضمن له أسباب النجاح حتى رضي الخليفة العادل وأذن له بالفتح.
خرج عمرو بن العاص (رضي الله عنه) من مدينة "قيسارية" بالشام على رأس قوة صغيرة تبلغ نحو أربعة آلاف جندي في أواخر سنة (18هـ = 639م)، مخترقًا رمال سيناء حتى وصل العريش في (ذي الحجة 18هـ = ديسمبر 639م)، وقضى بها عيد الأضحى، بعد أن فتحها من غير مقاومة، فلم تكن بها حامية للدفاع عنها، ثم
غادرها غربًا سالكًا طريقًا بعيدًا عن البحر، وهو طريق كان يسلكه الفاتحون والمهاجرون والسائحون منذ أقدم العصور، حتى وصل إلى مدينة "الفرما" ذات الحصون القوية، وقد واجه عمرو (رضي الله عنه) دفاعاً مستميتاً من الحامية الرومية في المدينة حتى أنه اضطر لمحاصرتها لشهر كامل، استنفذ فيه الجيش الإسلامي كل قواه حتى تمكن من فتح "الفرما" في أول المحرم 19هـ = 2 من يناير 640م بمساعدة أهل المدينة كما أجمع على هذا المؤرخون، إذ كان المصريون يأملون في أن يريحهم الفاتحون المسلمون من طغيان وذل الرومان، و بالفعل تحقق لهم ما أرادوا.
و الأمر الذي قد لا يعرفه الكثيرون هو أن هذا الجيش الذي مر بمدينة "الفرما" في طريقه لفتح مصر كان يضم كوكبة من خيرة الصحابة الكبار (رضوان الله عليهم) و منهم من حضر غزوة بدر الكبرى و منهم :
[center]* الزبير بن العوام ( رضي الله عنه )
* المقداد بن الأسود ( رضي الله عنه )
* عبادة بن الصامت ( رضي الله عنه )
* مسلمة بن مخلد ( رضي الله عنه )
و غيرهم من كبار الصحابة الذين شرف ثرى بورسعيد بخطو أقدامهم الشريفة والذين ضحوا بحياتهم في سبيل إعلاء كلمة الله، ولولا جهادهم وتضحياتهم لما دخلنا في دين الله!